وكالات
يقول خبراء اللقاح، إن اللقاح الأول لفيروس كورونا، لن يكون فعالا بما يكفى لإنهاء الوباء العالمى، بدلا من ذلك، قد نعيش مع الفيروس لسنوات.
ومن المقرر أن تبدأ أول تجربة بشرية على نطاق واسع فى يوليو المقبل نلاثنين من مرشحي اللقاح التاجي، وفقا لمسؤولي الصحة الأمريكيين، الذين بدوا واثقين بشكل متزايد من أن نوعا من اللقاحات سيكون جاهزا للتوزيع على نطاق واسع بحلول ديسمبر.
ونقلت قناة الحرة فى تقرير لها أن رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشى، قال “أنا متفائل بشكل حذر أننا في طريقنا للحصول على لقاح”، متوقعا أن تكون هناك 100 مليون جرعة متاحة من اللقاح بحلول نوفمبر أو ديسمبر، وربما 200 مليون جرعة بحلول بداية العام المقبل.
تقوم اللقاحات بشكل أساسي بتحفيز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة لصد هجوم فيروس سارس-كوف-2، وذلك بعد أن أظهرت دراسة الشهر الماضي أن كل مريض تعافى من الفيروس أنتج أجساما مضادة، وهذا يعني أنه يمكن محاربته بالتطعيم.
ومن بين 120 لقاحا قيد الدراسة حاليا سواء في أنابيب الاختبار أو على حيوانات، فإن هناك 10 لقاحات ضد الفيروس يتم إجراء التجارب السريرية عليها حاليا، طبقا لمنظمة الصحة العالمية.
هدف هذه اللقاحات هو إنتاج ما يكفي من الأجسام المضادة لمنع العدوى في المستقبل وصد الفيروس إذا أراد أن يهاجم الجسم.
أربع طرق لعمل اللقاحات
هناك أربعة أنوع من اللقاحات قيد التطوير، بعضها واعد والبعض الآخر ليس كذلك، بحسب تقرير لـ”BuzzFeed news”.
ويستخدم مطوروا اللقاحات أربعة تقنيات مختلفة لعمل هذه اللقاحات، اثنتان منها هي نفس الطريقة التي تم إثبات عملها في لقاحات سابقة، الطريقة الأولى هي حقن الجسم بفيروس حقيقي ضعيف أو ميت، وهو ما يستخدم في لقاحات شلل الأطفال والجدري الانفلونزا، أما الطريقة الثانية فهي حقن الجسم بجزء صغير من الفيروس لتحفيز مناعة الجسم على العمل وصد الفيروس، وهي طريقة عمل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ولقاحات الإنفلونزا الجديدة.
نهج ثالث جديد تتبعه “أسترازينيكا”، وجامعة أكسفورد، والذي من المتوقع أن يتم تجربة لقاحها على مطاق واسع من البشر الشهر القادم، وهذه الطريقة تتم من خلال أخذ فيروس الشمبانزي غير الضار بالبشر ودمجه مع فيروس ساري-كوف-2 ، مما يعزز نظام المناعة من التعرف على علامات غزو الفيروس في المستقبل.
وقدمت هيئة البحث والتطوير الطبي الأميركية أكثر من مليار دولار لتطوير لقاح أكسفورد، وبالرغم من ذلك فإن “هذا النهج غير مضمون إطلاقا من الناحية النظرية للحصول من خلاله على لقاح فعال”، بحسب فاوتشي.
وكان قد تم الإعلان عن خطة لتجربة هذا اللقاح على أكثر من 10آلاف شخص في المملكة المتحدة، لكن البيانات المبكرة أدت إلى إرباك المراقبين حيث لاحظوا أنه لم يمنع العدوى في القرود، بل قلل اللقاح من أعراض العدوى فقط، لأن الأجاسام المضادة المحايدة التي أنتجها كانت منخفضة للغاية، بحسب وليام هاسيلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد لـ”فوربس”، مشيرا إلى أن الوقت هو الكفيل بتحديد ما إذا كانت ذلك الطريقة هي الأفضل أم لا.
أما الطريقة الرابعة في كيفية تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، هو إنتاج “لقاح جيني”، حيث يتم حقن فقط الجينات التي تحتاجها الخلايا لتصبح قادرة على إنتاج بروتينات تستطيع تنبيه جهاز المناعة وتحفيزه.
هذه الطريقة تستخدمها شركة موديرنا والذى من المتوقع أن يبدأ لقاحها في تجربته على نطاق واسع من البشر الشهر القادم أيضا، لتسريع عملية إنتاجه.
اللقاح الوحيد الذي نشر حتى الآن نتائج قوية، كان من إنتاج شركة التكنولوجيا الحيوية الصينية “سينوفاك” التي اعتمدت الطريقة القديمة من خلال الحقن بكميات صغيرة من فيروسات ميتة لتحفيز الجهاز المناعي على العمل ضد فيروس حقيقي، لكنها أجرت التجارب فقط حتى الآن على القرود وحيوانات المعامل فقط، فلا يعلم إن كان سينجح عندما يدخل مرحلة التجارب البشرية أم لا.
وبدون البيانات الكاملة التي تقيس آثار اللقاحات على البشر يشكك الخبراء في قدرة اللقاح على العمل ومنع العدوى.
ورغم عملية تسريع إنتاج لقاح وتوقع اختبار لقاحات مختلفة على 30 ألف شخص الشهر المقبل، فإن الخبراء يتوقعون حدوث تأخيرات في إنتاج اللقاح إذا استمر الوباء في التلاشي، لأننا نحتاج إلى مجموعتين بهما عدد كاف من الأشخاص، تحصل إحداها على اللقاح، والأخرى على علاج وهمي لمعرفة ما إذا كان اللقاح فعالا.
ويقول فاوتشي”إذا لم تكن مواقع التجارب بها نسبة مرتفعة من الإصابات، فقد يستغرق الأمر شهورا كثيرة للحصول على إجابات”.
“غير محصنين”
يفضل العلماء أن تنجح نتائج اللقاح المنتج على الأقل بنسبة 70% للوقاية من العدوى، أو تقليل شدتها.
لكن بول أوفيت من مستشفى فيلادلفيا للأطفال يقول إنه سيتفاجأ إذا كان اللقاح ضد سارس-كوف-2 فعال بنسبة 70 % لمنع العدوى، بسبب قصر فترة حضانة الفيروسات ضات العلاقة بأمراض الجهاز التنفسي مثل كورونا المستجد او الإنفلونزا، أي أن الجسم قد لا يكون قادرا على الاستجابة بسرعة للقاح وتحفيز الجهاز المناعي وإطلاق الأجسام المضادة، حيث يستغرق ظهور العراض لدى الأشخاص المعرضين لفيروس كورونا المستجد من أربعة إلى خمسة أيام، فيما تبلغ مدة حضانة الحصبة مثلا من 10 إلى 12 يوما، ما يجعل اللقاح ضد الحصبة فعال بنسبة 97 % مدى الحياة بعد جرعتين فقط.
ويضيف أنه ونظرا للمدة القصيرة التي تعرف فيها العلماء على فيروس كورونا المستجد فإنه ليس إمامهم إلا إدارة التوقعات بشأن اللقاح، ولن يتم التعرف فعلا على مدى فعالية اللقاح إلا بعد تجربته على ملايين الأشخاص وليس تجربته فقط على 20 ألف شخص في تجربة سريرية.