المصدر: د. فاطمة الدربي
مقدرة الإنسان على تحقيق أهدافه وطموحه في الحياة، مطلوبة إلى جانب طمأنينة النفس ورضاها، فقد خلق الله الخلق جميعاً وخلق الإنسان وسخر له الكون ليستفيد منه في حياته، وجعل من ضمن وظيفة الإنسان عمارة الكون إلى جانب العبودية لله سبحانه وتعالى، والإنسان في الحياة تعترضه محن ومصائب شتّى، ويختلف النّاس عن بعضهم في سبل تعاطيهم معها .
فهناك من يصبر ويشعر بلذة السعادة الحقيقية، وهناك من ييأس ويقنط، ويطلق لنفسه العنان بالتمتع بكل أصناف المباحات، والمحرّمات على حد سواء، فيشعر شعوراً لحظياً بالسعادة، لكن مع توالي سني العمر يجد أنّ هذه ليست السعادة التي يبحث عنها، فكيف يجلب الإنسان السعادة لنفسه في الحياة رغم ضيق اليد وضعف الإمكانيّات؟
إن قادتنا هم رموز مشرقة ومجسدة للسعادة والدليل ما نشاهده حولنا في دولة الإمارات من ظواهر وأمثلة وإنجازات، أصبحت تثير الأسئلة لدى الآخرين، وجعلت من الإمارات قدوة للدول الباحثة عن موقع متقدم في الخريطة المستقبلية للدول والشعوب.
السعادة ليست لغزاً يحتاج إلى أعمال الفكر والخيال والتصور لمعرفة حله، ولكنها امتثال وعمل وهمة وبذل الجهد في سبيل تحصيل ما نحب، وإن كان كل مطلوب فلابد له من جهد فكيف بمطلوب هو شغل الناس الشاغل هذه الأيام حتى صارت السعادة شبحاً نسمع به ولا نراه أو لا نعيشه، الكثير منا لو أخذ ورقة وقلماً وكتب فيها الأشياء التي تسعده لوجدها عديدة بل وأكثرها قريب من المرء، ولن يجد مشقة في تحقيقها لكن المشكلة تكمن في وضع هذه الأمور موضع التنفيذ.
تأمل اللحظات الجميلة في حياتك تذكرها جيداً أرجع بشريط الماضي واستحضر الآن سترى بأن اللحظات الجميلة ما كانت كذلك إلا لأنك عشت خلالها ما تحبه فعلاً.
ليضع كل منا فكرته عما سيجعله سعيداً، فقد تكون بعض أفكاركم سبباً لإيجاد السعادة لغيركم فكم من كلمة تقال تكون كبصيص أمل في بحر من اليأس. يعد التحضير لليوم التالي من أنجح الأمور للحياة السعيدة، ويكون ذلك من خلال العمل على إعداد قائمة بالمهام التي يجب إنجازها في الليلة السابقة لليوم الجديد.
الابتعاد عن التفكير السلبي في سبيل تحقيق السعادة العائلية، تعتبر عملية تفكير الفرد بفردٍ آخر من الأسرة وتحضير الهدايا لبعضهم، من الأمور التي تزيد من نسبة سعادة الأسرة، حيث يمكن للزوجين القيام بأشياء بسيطة، مثل: عشاءٍ رومانسي، أو رسائل حب، أو تحضير الحلوى، كما يمكن تحضير رحلة استجمامٍ بشكلٍ مفاجئ لجميع أفراد الأسرة، تخصيص وقت لتناول الطعام كعائلة معاً، قضاء وقت مع الأطفال الصغار قبل الذهاب للنوم واللعب قليلاً معهم، كما يمكن قراءة قصص ما قبل النوم للأطفال الصغار، أو قراءة أحد فصول رواية للأطفال الأكبر سناً.
تحضير الحلوى للعائلة دون أية مناسبة عند الحديث عن الأسرة السعيدة، فذلك يعني وضع العائلة على قائمة الاهتمامات قبل الأصدقاء والعمل، ولهذا يجب أن يكون هناك إلى جانب التربية بعض من المرح، فعندما يشعر الأطفال بأن العائلة هي فقط للسيطرة والتهذيب، فإنهم سيبحثون عن المتعة مع الأصدقاء خارج إطار العائلة، وبالتالي يصبح الأصدقاء بالنسبة لهم أهم من العائلة.
تعتبر عملية تقدير أفراد الأسرة لبعضهم البعض من الأمور التي تساعد في زيادة مقدار الحب والامتنان بينهم، حيث يمكن اتباع طريقة كلامٍ جيدة عند التحدث، واختيار أفعالٍ منمقةٍ، مثل: كلمات الشكر والعناق والقبلات التي تساعد في زيادة سعادة الأسرة، السعادة هي قرار شجاع وصارم لا رجعة فيه ولا يحتمل فتح أي خط من خطوط التراجع عنه.