بقلم / شريف بدوى
قد نختلف جميعا في أرائنا وأفكارنا حول قضية أو منظومة أو موضوع نتحدث فيه ونتشاور حتى تصب كل الأفكار والآراء في مصلحة الوطن أو المكان الذي نعيش فيه ، و تعتبر بورسعيد من أجمل المحافظات في مصر ولهذا تنظر إليها العين بنظرة مختلفة عن باقي المحافظات ولكن حينما نتحدث عن المشكلات التي تواجهها بورسعيد نجد أن مشكلة القمامة هي المشكلة الأولى لأنها تعتبر من المشكلات العقيمة لانتشارها في العديد من الشوارع وأكثرهم حي الزهور الذي تتفاقم به القمامة بشكل مرعب ، ولا شك أن القمامة تتنوع مصادرها وتختلف أنواعها من حي إلى آخر مهما كانت الحالة الاقتصادية بين السكان ، والحقيقة المؤلمة أن القمامة ليست مشكلة بورسعيد وحدها ولكن مشكلة تتواجد في جميع محافظات مصر المحروسة ومن جهة أخري يرى العلماء أن الظروف المناخية والبيئية لمصر تحتم وتتطلب استخدام وسائل تكنولوجية بسيطة وبعيدة عن التعقيد، باختصار مطلوب يجب حل مشكلة مصر مع النظافة من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة حيث تعد أزمة القمامة في مصر من الأزمات المزمنة التي تحتاج إلى علاج جذري، وعلى الرغم من إنفاق الدولة ملايين الجنيهات على شركات النظافة، إلا أن الشعب لم يشهد أى تقدم ملحوظ في تلك الأزمة حتى ألان بعد استحداث وزارة التطوير الحضري والعشوائيات في يوليو2014، وتولت حقيبتها د. ليلى إسكندر، كانت بورسعيد أولى محافظات الجمهورية في تطبيق منظومة الجمع السكنى للقمامة، مع فصلها من المنبع، تمهيدا لإعادة الاستفادة منها ، إلا أنه بعد 14 شهرا فقط- وثلاثة أشهر على بدء تطبيق المنظومة- تم إلغاء الوزارة في سبتمبر 2015، لترتبك المنظومة الوليدة وأصبحت بلا جدوى ولا يشعر بها احد في بورسعيد حتى ألان ولا نعلم ما هو السبب ، هل ثقافة أهالي بورسعيد غير كافية للتعامل مع المنظومة أم سوء تنظيم من الجهة المسئولة ، من الواقع أن محافظة بورسعيد قد فقدت القدرة على حل مشكلة القمامة بشكل عام ، ولكن هل يستمر الوضع الحالي إلى مالا نهاية أم ستكون للمحافظة وقفة جديدة مع القمامة التي تعتبر صديقة لشوارع المدينة الباسلة والتي تعكس منظر غير حضاري لجوهرة مصر بعد إنشاء جامعة بورسعيد أصبح الجو ملائم لخلق دراسات بحثية من العلماء والأساتذة لحل مشكلة القمامة في المدينة الباسلة ، وعلى الجهات التنفيذية في المحافظة التعاون مع الجامعة لحل هذه المشكلة ، ولكنى أرى أن القمامة تتزايد في الشوارع ، والغريب في ذلك أن الحيوانات من البقر والجاموس ومعهم الكلاب الضالة والقطط والفئران تأكل من أقوام القمامة في الشوارع وأصبح سكان المدينة يعانون من الروائح الكريهة وأشكال القمامة المختلفة حول المناطق السكنية والعمارات مما يتسبب في تشويه المظهر العام للشوارع وتلويث البيئة بالإضافة إلي الأمراض التي تصيب المواطنين نتيجة تراكم المخلفات والحشرات عليها. لا شك أن المواطن له دور كبير في حل مشكلة القمامة ليس في بورسعيد وحدها بل في جميع محافظات مصر ، أين دور الأحزاب وأين دور النواب من هذا الملف؟ وأين دور رجال الدين والأزهر الشريف ولماذا لم تطلب الدولة الاستعانة بأصحاب الخبرات الذين خاضوا من قبل تجربة حل مشكلة القمامة والاستعانة بالدول التي استطاعت أن تقضى على هذه المشكلة ؟ولماذا فشلت الحكومات السابقة في حل مشكلة القمامة والاستفادة الحقيقية من تلك النفايات مثل كثير من الدول التي سعت بشكل جاد لحل مشكلات القمامة فلا نستطيع أن نتحدث على رقي مجتمع دون أن نحل مشكلة القمامة . وهل ضعف رواتب عمال النظافة من أسباب نشر القمامة في المدن والمحافظات ، إن اهتمام المواطن بنظافة المكان الذي يعيش فيه يساعد على تخفيف عبء القضاء على مشكلة القمامة من على عاتق الحكومة ، واهتمام الحكومة بالقضاء على جبال القمامة في الشوارع يساعد المواطن على التحضر قد يكون دور الإعلام مهم في هذه المشكلة ولكن يجب على الدولة التعامل مع ملف القمامة بجدية وبدراسة حقيقية من الجهات المسئولة حتى يتم القضاء على هذه المشكلة ليس في بورسعيد وحدها ولكن في جميع مدن وقرى مصر المحروسة في نهاية هذا المقال ادعوا الله أن يوفق محافظ بورسعيد في القضاء على مشكلة القمامة التي تعد من اكبر المشكلات في نظري لان المجتمع النظيف يسعى دائما إلى التقدم والازدهار بين المجتمعات حول العالم