أخبار العالم / د. فاتن الشعبانى
فتحـي عفـانـة سفير الأسرة العربية إلى العالمية
- 40 عاماً في أرض الأحلام.. والبداية في شارقة العطاء
-
يزخر عالمنا العربي بالكثير من الرجال الناجحين الذين تمكّنوا بسبب إصرارهم وعملهم الدؤوب في الوصول إلى أعلى قمة من قمم النجاح والتألق والتفوق العالمي ليُصبحوا من أكبر رجال الأعمال في الوطن العربي والعالميعد حلم النجاح والتفوق أحد الأحلام التي تراود جميع البشر في مختلف الدول، ولكن لكي يتمكن الإنسان من الوصول إلى هرم القمة لابد وأن يكون صاحب هدف ولديه من العزيمة والإصرار ما يساعده علي تخطي الصعاب والمثابرة حتي النهاية، ولذا قد أكد اقوى رجال الاعمال في العالم أن بدايتهم قد كانت متواضعة بل وبعضهم أكد أنها كانت معدومة.قد يبدو النجاح صعبًا ومحاطًا بظروف سيئة، ولكن كثيرين من رجال الأعمال الناجحين بدأوا حياتهم وسط أحوال لم يتوقعها أحد؛ حتى أصبحوا من الشخصيات الغنية المؤثرة في العالم، ومن هؤلاء رجل الأعمال سفير الاسرة العربية المهندس فتحي عفانه .بداية النجاح تصميم على تحقيقه، وإرادة قوية على تخطي الصعاب، ورغبة أكيدة في مواجهة الحالات التي قد تعترض طريق الوصول إليه، والأهم بيئة محفزة على التميّز، وأجواء معيشية وحياتية مستقرة وآمنة، تساعد على إثبات الذات، والقفز إلى الأمام، وتدوين الاسم في سجل النجاح المشرف، ومن ثم – والأهم- الاعتراف بفضل من أسهموا وساعدوا في تقوية العزيمة، بما وفروه من إمكانات وعوامل مشجعة للفرد على الريادة، وإحراز النجاح، ورد الجميل لمن كانوا سنداً وعضداً، وداعماً ودافعاً في ذلك.والمهندس فتحي جبر عفانة، الرئيس التنفيذي، ومؤسس شركة «فاست» لمقاولات البناء، وشعارها «السرعة في التنفيذ والجودة في العمل»، جاء عام 1982 من مدينة رفح الفلسطينية، حاملاً الكثير من الأحلام والآمال والطموحات إلى إمارات الخير والجود والإنسانية. وكانت بداية مشواره فيها خطوة، خطاها بثقة تامة بأن أرض زايد لن تخذله، مع أي ممن يفدون إليها لتحقيق أحلامهم وأمانيهم، ففي رحابها المشجعة يتميّز المرء، ثم يتفرد؛ فهي صاحبة الأيادي البيضاء، والبيئة الخصبة لترجمة الآمال إلى وقائع ثرية.الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية.الإمارات دولة تكوين الذات والعلو، وهذا كان مع المهندس عفانة، فمع العمل والسعي الجاد لسنوات، وبالكفاح المتواصل، والصبر، من دون الاستسلام لأي عقبة، اعتلى قمة هرم العمل الحر، ليصبح مع الوقت من كبار رجال الأعمال، ومن أصحاب العمل الاجتماعي والخيري والتطوعي، وصاحب شركة رائدة تتميز بالأداء السريع، والفعال، ومعروفة بسمعتها ومكانتها في دولة الإمارات، ويقول «إمارات الاحتواء والاحتضان والتسامح، هي أرض تحقيق الأحلام.. فلا حدود ولا حواجز لمقيميها في النجاح، والتقدم، ولا سقف لطموحاتهم وآمالهم، حيث تدفع بالجميع لمواصلة مسيرة الرقي والإبداع». لذا يرى أنه كلما تحققت له أمنية في بلد الخير، تولدت لديه في اللحظة نفسها أمنية جديدة، كبيرة ومهمة.
- البداية ما لها وما عليها
ماذا عن بدايتكم، والصعاب التي واجهتموها؟
– ولدت عام 1959 في ثاني أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة رفح، لأسرة ثرية بأفعالها، وحبها للعلم والمعرفة، متواضعة الحال، تضم أبوين وستة إخوة، ولم تدّخر والدتي جهداً في تربيتنا، وتعليمنا، مضطلعة في ذلك بدور الأب إلى جانب دورها، حيث كان والدي أسيراً في حرب حزيران عام 1967، قبل أن يعود سالماً بعد عملية تبادل أسرى أشرف عليها الصليب الأحمر الدولي. والحقيقة لا يمكنني وصف الحال المعيشية الصعبة والبائسة التي عشت مراحل حياتي الأولى فيها داخل المخيم، ما دفعني للخروج إلى العمل أوقات الدراسة، فكنت وأنا في الثامنة، أشتري الذرة من المزارع، وأبيعها لأهالي المخيم. ومن ثم لجأت إلى بيع بذور البطيخ المقلي في المقاهي والأسواق.وقال: في يوم الجمعة كنت أعمل في الحقول، بقطف الخضراوات والفواكه المتنوعة، وفقاً للموسم الزراعي، وفي الإجازة الصيفية كنت أذهب مع أقراني للعمل داخل فلسطين المحتلة لمدة شهرين متكاملين، في أحوال غير ملائمة، حيث كنا ننام في العراء بين الأشجار، وفي الحدائق، وبمرور الوقت توجهت إلى القاهرة للدراسة في مدارس تابعة لمنظمة «أونروا» (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وهناك لم تضعف عزيمتي، ولم يداخلني اليأس والإحباط، ولم أستسلم، رغم صعوبة الأحوال المعيشية، فقد كنت مصراً على استكمال دراستي، والاجتهاد فيها، فلا مكان للمستحيل في قاموس حياتي منذ نعومة أظفاري، لذا كنت أسير مسافات طويلة للوصول إلى مدرستي، وكنت أدرس صباحاً، وأعمل مساء، وأسافر في الصيف بحثاً عن الرزق، ومع ذلك، كنت مصرّاً على نيل المركز الأول الذي ما كنت أرضى بسواه، وبالفعل أحرزته في مرحلة الثانوية العامة، وبعدها حصلت على منحة دراسية خاصة، كانت تعطى للمتفوقين، والتحقت بكلية الهندسة جامعة حلوان، وتخرجت فيها ببكالوريوس الهندسة التطبيقية عام 1982.- المسيرة العملية
كيف حطت بكم الرحال في الإمارات؟ وكيف بدأتم المسيرة العملية؟
– عقب تخرجي عام 1982 قررت التوجه إلى دولة الإمارات للعمل، وتحقيق الذات، وكانت إمارة الشارقة نقطة البداية في درب تكوين النفس، وترجمة الأحلام، وفيها بدأت مهندس ديكور لمدة 4 سنوات في محل مفروشات، وخلال تلك السنوات ظلت تدور في ذهني فكرة إنشاء مشروع خاص بي، ومع الوقت كانت الفكرة تتعمق وتكبر داخلي، إلى أن تبلورت، فقررت عام 1986 تأسيس أول مشروع خاص لي، وكان أن أنشأت شركة «فاست» للصيانة والديكور، وكنت أعمل على تنميتها بدأب كبير. -
ومن ثم عقب مرور 10 سنوات، جاءت نقطة التحول الرئيسية في مسيرتي العملية، حيث في عام 1996 أسست على أرض الشارقة شركة «فاست» لمقاولات البناء. وبدأت بحصد نجاحات باهرة، مع نمو الشركة ونجاحها، حيث اتخذت شركتي منذ إنشائها استراتيجية ومنهجاً ثابتاً، وهو الاستباقية في التطوير، بتبنّي نظام إداري، وتأسيس نظام هيكلي للموظفين، يحدد مسؤولياتهم، لتحقيق رسالة الشركة التي اعتمدت كذلك نظام تواصل سهل بين جميع العاملين منذ البداية، مواصلة طريق النهوض بخطوات فعالة، مع بنائها علاقات قوية مع العملاء، وكسب ثقتهم، لاعتمادها الجودة أساساً للعمل، والابتكار، فضلاً عن رفد الشركة بمجموعة من الفنيين والإداريين والمهندسين، الذين يملكون الطموح والإرادة، وتوفير كل الإمكانات الفنية المؤازرة والمشجعة لهم.
- -لكل منا قدوته في هذه الحياة…من هو قدوة السيد عفانة؟
أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، قدوة وملهم لكل إنسان يطمح لأن يكون رائداً في العمل المجتمعي والإنساني، لا أنسى أبداً كلماته التحفيزية والتشجيعية وتقديره لكل إنسان يحب الإمارة الباسمة .. لا أنسى عندما قال لي يوماً أنه يريد أن يكون لي بصمة في مدينة خورفكان ليس فقط في مدينة الشارقة .. محبة سموه كبيرة في قلوبنا جميعاً حفظه الله وأطال في عمره .- –للشارقة مكانة كبيرة في قلبك ..فكيف بدأت مسيرتك فيها؟
لقد كانت إمارة الشارقة كريمة معنا في دعم نمونا ونجاحنا لذلك أنا أؤمن بآنه لدي مسؤولية شخصية لرد الجميل للمجتمع اذى لطالما كان سخياً وداعماً لنا فكنا نحث الخطي على طرقات المجد لنسهم في إبراز رفعه دولة الإمارات وعلو مكانها لتظل ملتصقة بنا كالتصاق النبض في أرواحنا ، فالوطن يستحق منا الكثير و اماراتنا الحبيبة هي وطن يسكننا ، نحرص على تقديم كل الدعم لأي تظاهرة وطنية وندعم كل منجز حضاري لكي تبقي شارقتنا الغالية منارة تشرق من جبين المجد.حصلت خلال سنوات عملك الطويلة على العديد من الجوائز ومنحت العديد من الألقاب، فما هي أبرز تلك الجوائز والألقاب؟-حصلت على جوائز مختلفة، منها ميدالية «بصمة أمل» من مؤسسة الإمارات الوطنية، وجائزة الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي مرتين عامي 2015 و2018، وجائزة أولية من مئة فكرة عن أوبريت عام زايد، وقناة أفراح العرب، ومنحت لقب سفير دولي لجامعة فلسطين، وسفير الإنسانية 2018-2019، وسفيراً لمنظمة الأسرة العربية، وغيرها.