أخبار العالم
تفشى فيروس كورونا فى أمريكا اللاتينية بشكل كبير فى الآونة الأخيرة، وتجاوز عدد المصابين مليون حالة ، نصفهم فى البرازيل، الذى شارك رئيسها جايير بولسونارو فى مظاهرة ضد المحكمة العليا فى البلاد متجاهلا التباعد الاجتماعى الموصى به لوقف انتشار الفيروس.
وقالت صحيفة “البيريوديكو” الإسبانية إن منظمة الصحة العالمية قالت إن أربعة من أكثر عشرة دول تسجل بها أكثر الإصابات اليومية بفيروس كورونا في العالم من أمريكا اللاتينية “البرازيل وبيرو وتشيلي والمكسيك، وشددت على الحاجة لدعم المنطقة للتصدي لانتشار الوباء عالميا.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية مايك ريان في مؤتمر صحفي “يجب علينا التركيز على دعم أمريكا الجنوبية والوسطى في ردها، لأنه لن يكون هناك أحد آمن في العالم حتى تكون كل مناطق العالم آمنة”، وأشار إلى الانتشار السريع لفيروس كرونا في دول المنطقة مثل الأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا، وأبرز بشكل خاص الوضع في دول المنطقة التي تعاني من أنظمة صحية هشة مثل هايتي.
وقالت صحيفة “الصول دى ميخيكو” المكسيكية إن الوضع فى البرازيل يعتبر الأكثر تعقيدا بسبب قرار بولسونارو الذى ينتمى إلى اليمين المتطرف، بالاستمرار فى العمل دون اتباع ارشادات منظمة الصحة العالمية والمجتمع العلمى الدولى، حتى أن بولسونارو يحتج على عدم عودة كرة القدم التى اوقفتها وزراة الصحة والصحة العالمية فى مارس بسبب فيروس كورونا، وانضم إلى مؤيديه امام قصر الحكومة فى برازيليا دون ارتداء قناع.
لكن البرازيل ليست التركيز الوحيد في أمريكا اللاتينية، حيث يتقدم الوباء بقوة في المكسيك، مع 9.930 حالة وفاة و90.000 حالة مؤكدة لسكان يبلغ عددهم 120 مليون نسمة ، وفي بيرو ، مع 4.506 حالة وفاة لـ 33 مليون نسمة ، حيث تم تجاوز عدد الحالات التي تم تشخيصها لـ 150.000 حالة.
في غضون ذلك ، تجاوزت تشيلي 1.000 حالة وفاة و100 ألف حالة إصابة. أظهر تقرير رسمي صدر مؤخرا أن البلد الذي يبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة شهد تغيرا مفاجئا في سيناريو الفيروس في الأسبوعين الماضيين.
وقالت صحيفة “انفوباى” الأرجنتينية إن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان عبر عن قلقه بشأن السكان الأصليين فى الأمازون المعرضين بشكل خاص لخطر مواجهة الوباء، وطلب البابا أن يخضع الجميع للرعاية الصحية.
وعلى الرغم من تفشى الفيروس بشكل موسع فى امريكا اللاتينية ، إلا أن استأنفت العديد من دول أمريكا اللاتينية أمس الاثنين النشاط الاقتصادي، وتستعد منطقة كوينتانا رو السياحية في المكسيك لاستقبال الزوار مجددا في حين أعادت كولومبيا فتح القطاعات الاقتصادية، وخففت ولايتان برازيليتان القيود المفروضة على النشاط العام للحد من انتشار الفيروس.
في الوقت نفسه فإن هناك مخاوف من تداعيات الإغلاق على الاقتصادات الهشة لدول المنطقة، حيث قال رئيس البرازيل بولسونارو إن التباطؤ الاقتصادي سيقتل فيما بعد أكثر ممن قتلتهم جائحة كورونا نفسها.
كما واصلت المكسيك الاستئناف التدريجي للنشاط الاقتصادي بعد شهرين من فرض إجراءات الإغلاق واسعة النطاق، وقال الرئيس المكسيكي أندرياس مانويل لوبيز أوبرادور في أول جولة رسمية له في المكسيك منذ أواخر مارس الماضي “إنه يوم خاص جدا لبدء تطبيع الحياة العامة في المكسيك”.
وزادت الحكومة المكسيكية عدد القطاعات الاقتصادية التي تعتبر حيوية والمسموح لها بالعمل، مثل التشييد وصناعة السيارات والمناجم.
وشدد الرئيس لوبيز أوبرادور على الحاجة إلى إعادة تنشيط السياحة في منطقة كوينتانا رو أهم مقصد سياحي في البلاد، حيث ستبدأ الفنادق والشواطئ استقبال الزوار اعتبارا من 9 يونيو الحالي.
وفي الوقت نفسه مدد الرئيس الكولومبي إيفان دوك الحجر الصحي على مستوى البلاد حتى نهاية يونيو المقبل، ولكنه سمح في الوقت نفسه بإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك مراكز التسوق ومحال تصفيف الشعر والمتاحف والمكتبات اعتبارا من يوم أمس الإثنين.
وستتوقف وتيرة إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية على قرار السلطات المحلية، وقد أعيد فتح مراكز التسوق في مدينة ميدلين على سبيل المثال، في حين حظرت كلاوديا لوبيز عمدة العاصمة الكولومبية بوجوتا التي سجلت أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بالفيروس، إعادة فتح بعض القطاعات وفرضت قيودا أشد صرامة على المناطق الأشد تضررا من عدوى الفيروس في العاصمة.