بقلم / شريف بدوى
لاا شك ان الجميع يتفق على قدرة الاعلام الحديث بكل اشكالة على الوصول الى عقل وفكر الفرد والمجتمع بشكل عام مهما كانت لغته او عقيدته ، ويجب ان نعلم ن اكثر قوة فى الاعلام الحديث هى حب الناس له فهو محبوب وجذاب ولا يستطيع احد ان ينفر منه مهما كانت شدته وقسوته فى مشاهده ، ولهذا فهو سلاح موجه دائما الى العقل والفكر لانهما اصحاب الفعل فهم للاعلام مفعول به .
عندما اتحدث عن الاعلام يجب ان اذكر القارىء انه ليس مخلوق حديث ولكنه منذ الاف السنين فقد استخدمه المصريين القدماء فى الوصول الى اهدافهم واهمها انهم اعلمونا بجزء بسيط من حياتهم باستخدامهم الكتابة على بيوتهم ومقابرهم ومن قوة سلاحهم الاعلامى انهم دائما يذكرونا بانهم اصحاب حضارة وعلم لم يستطيع احد ان يصل اليه ومع انه فخر لكل مصرى ان يعلم هذا الكلام ولكنه بالتاكيد يضعك تحت ضغط عدم المقدرة على تحصيل ما وصل اليه اجدادك من علم ومعرفة على هذا الكوكب .
ان قدرة الاعلام وقوته فى مدى انتشارة وحلاوة مواده المختلفة فقد تبنى عمل درامى ضخم فى سبيل نشر قيم ومبادىء بناءه والعكس صحيح ولهذا اصبح الاعلام وسيلة للوصول الى اهداف لا يستطيع اى سلاح مدمر الوصول اليها مهما كانت قدرته القتالية ، فقد نشاهد العديد من القنوات الاخبارية ولكن لكل مشاهد او مستمع نظرته الفكرية فى موادها وافلامهما المصورة فمثلا قد تكون قناة الجزيرة القطرية صادقة للبعض وتكون كاذبة للاخرين ولكن لا شك انها سلاح استخدمته دولة قطر لغزو افكار العالم وجرفه الى سياسة واتجاهات حكامها وذلك لصغر مساحتها وعدم كفاءة شعبها فى خلق جيش قوى مثل الدول الكبرى .
عندما تسعى الدول للحرب عليها ان تخلق سببا يكون دافعا قويا لجنودها لتحقيق النصر هكذا كان يفعل القادة والحكام من قبل ولكننا الان يجب ان نعترف ان عملية الاقناع ورفع معنويات الجنود والشعوب اصبحت اصعب بكثير من تجهيزات القوات والمعدات للحرب ، ولهذا انشا جهاز الشئون المعنوية للقوات المسلحة واصبح عليه حمل ثقيل وعلى قياداته ان يعلموا كل افكار الشعب وليس فكرا واحدا .
يعتبر التعليم فى مصر هو المكان الذى يتم التجهيز فيه لخلق الافكار والاتجاهات التى تمنح افراد الشعب القدرة على تحصين انفسهم من غزو الاعلام الخارجى ولكن مع الاعلام المفتوح والتطور الهائل للوسائل الاعلامية المختلفة يجب على القائمين على التعليم والمناهج الدراسية وضع كل اشكل الاعلام المعادية فى قالب تعليمى وتدريس كيفية مواجهتها من خلال مادة علمية يكتبها علماء متخصصين فى مجال الاعلام الموجه ويتم دراسته فى مراحل التعليم المختلفة .
لقد لمس العالم قدرة السلاح الاعلامى الحديث واصبحت الدول الكبرى تبحث عن المواد الاعلامية التى تمنحها الوصول الى افكار البشر من شعوب العالم لكى تتحكم فيهم وتحركهم كيفما تشاء ، فقد تبيع الصين ارخص اجهزة المحمول فى العالم للدول الفقيرة والغنية ليس من جانب العطف او المساعدة او التسويق ولكن من جانب السيطرة والتحكم فى افكار شعوبهم بشكل عام ، ولكن علينا ان نبنى عقل سوى قادر على خلق فكر يواجه كل اشكل التطرف فى المجتمعات وعلى الحكام ان تعلم ان الشعوب اصبحب على كوكب الارض شعب واحد بسبب التطور التكنولوجى السريع فمازال الانسان يكتشف جهله فى علوم قد تكون بعد اكتشافها إثبات على انه مخلوق ضعيف امام قدرات الطبيعة التى خلقها الله فى هذا الكون